يأتي هذا النداء قبل انعقاد مؤتمر مهم في بروكسل يومي 4، و5 أبريل، سوف تتم خلاله مناقشة التمويل الأوروبي لجهود إعادة الإعمار. وقد طالب التحالف القادة الأوروبيين بالإصرار على ألا يصل سنتاً واحداً إلى الحكومة السورية حتى:
يُشرع في تحول سياسي يشمل الجميع وتتوافر له ضمانات ذات مصداقية؛
توقف حكومة الأسد وحلفاؤها كل الهجمات على المدنيين وتحترم وقف إطلاق نار مع المعارضة المعتدلة؛
تنتهي عمليات الحصار، مع توفير النفاذ الكامل وغير المعوق للمساعدات الإنسانية، والتنقل الآمن للمدنيين.
السماح للمراقبين المستقلين بالوصول إلى أماكن الاحتجاز دونما إعاقة؛
الرفع الفعلي لتجريم المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، والاعتراف بمساهمتها الضرورية في مستقبل سوريا.
وقد صرح السيد ديمترس كريستوبولس رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان الشريكة في التحالف، بأنه "بدون وعد ذي مصداقية بالديمقراطية، ووقف الهجمات على المدنيين، والحصار الحربي، والتعذيب ،وتجريم المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، لن يكون هناك انتقال حقيقي في سوريا. إذا تجاهل القادة الأوروبيون هذه الشروط، فإن ذلك سيعني أنهم يدعمون ماليًا استمرار عدم الاستقرار وارتكاب المزيد من جرائم الحرب."
600,000 سوري محرومون حاليًا من الحصول على المساعدات الإنسانية بسبب الحصار الحربي، وأكثر من 90,000 مختفون قسريًا أو محتجزون في السجون التي تحفل بعمليات التعذيب.
وحول الوضع السوري لفت السيد يان غرييتس من منظمة باكس الشريكة في التحالف إلى أن: "روسيا قالت إنها تريد الأموال الأوروبية لإعادة إعمار سوريا – وهو ما يعطي أوروبا قدرة قوية على التأثير. ولهذا السبب في الغالب، رأينا روسيا تعترف بأن هناك معارضة معتدلة رغم عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات السلام."
يأتي هذا النداء بعد ست سنوات من نزول المحتجين السلميين إلى الشوارع في سوريا للمطالبة بالحرية والإصلاح. ورغم وقف إطلاق النار الاسمي، ما زال المدنيون يلقون حتفهم نتيجة القصف الجوي والمدفعي كل يوم. هذا فضلاً عن أن نفاذ المساعدات الإنسانية ساءت أوضاعه منذ بدء وقف إطلاق النار في الأول من يناير.
من جانبه صرح السيد حسام القطلبي المدير التنفيذي لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا، أحد الشركاء السوريين في التحالف بقوله: "في الغوط الشرقية، حيث يقوم النظام تدريجيًا بقطع شريان الحياة الذي يصل 450,000 سوري بالعالم الخارجي، يموت المرضى يوميًا بسبب نقص الأدوية، وترتفع أسعار المواد الغذائية، ويحمل كل يوم خسائر جديدة بين المدنيين جراء استخدام الأسلحة التقليدية والكيماوية. نخشى أن تتحول الغوطة الشرقية إلى حلب جديدة ثم تتلوها مناطق أخرى – معزولة، ومخنوقة، وتُقصف بينما يقف العالم متفرجًا."