منح الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند وسام جوقة الشرف إلى سهير بالحسن

09/12/2012
البيانات الصحفية
ar en fr ru

كلمة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى سهير بالحسن

كلمة واحدة تكفي لوصفك: الاستقلال. إنها تلك الرغبة القوية في عدم التخلي أو التنازل عن أي شيء. إنها الوفاء لمبادئ، وبوجه خاص لنفسك ولبلدك، تونس.

تونس التي تريدينها، هي تونس الحرية والكرم والعلمانية. وهو ما ترجمته مع صوفي بيسيس في الكتاب الضخم الذي يروي سيرة بورقيبة الذاتية. تونس التي انتفض شعبها في ربيع 2011 ونقل شعلة الثورة إلى كل الشعوب العربية.

الاستقلال يعني الكرامة، وهذا ما حفزك للانخراط في النضال عام 1984 عندما انضممت إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

إن حقوق الإنسان هي الحق في التفكير وفي الكتابة. وهذا ما قمت به كصحفية، بداية مع وكالة رويترز ثم مع صحيفة جون أفريك قبل أن تؤسسي مجلتك الخاصة التي كان يحاربها النظام التونسي آنذاك.

إن حقوق الإنسان بالنسبة إليك هي حق الشعوب في تقرير مصيرها بكل حرية وعلى أساس سيادي. وهي الحق في حدود معترف بها وفي انتخابات حرة، أنجع علاج للمصائب الجماعية. لقد قادك هذا المبدأ نحو السلام ولا سيما في فلسطين.

إن حقوق الإنسان بالنسبة إليك هي حقوق المرأة. منذ أن رفعت عريضة لمساندة النساء الجزائريات عام 1993 ووصولا إلى "نداء النساء العربيات من أجل الكرامة والمساواة" الذي أطلقتيه في 8 مارس 2012. ورافقتك مناضلة كبيرة، هي شيرين عبادي التي ما زلت تشكرينها على ذلك.

إن حقوق الإنسان بالنسبة إليك لا تقترن بالثقافات ولا تتغير بتغير المكان أو الحضارات. إن الحقوق لتغضب إذا ما ادعى أحد أنها نسبية. وتكريما لهذا المبدأ البسيط انتخبت في 2007 على رأس الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان، فأصبحت بذلك أول امرأة تعتل هذا المنصب.

وما يثير الإعجاب أكثر هو العمل الذي تؤدينه منذ ست سنوات في المنظمة. فقد وسعت وجود الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في كل أرجاء العالم، ولا سيما في آسيا. كما عززت الروابط بين المنظمات الأعضاء في الفدرالية والبالغ عددها 164 منظمة: وهذا ما تطلقين عليه "التعاون بين الأقاليم" وجعلت منه كفاحا عالميا.

أنت تقفين إلى جانب الضحايا. وترافقينهم للمطالبة بحقوقهم أمام الهيئات الدولية أو أمام محاكم بلدانهم وتدافعين عنهم مثلما فعلت على وجه خاص في غينيا عام 2009 أو في كوت ديفوار عام 2010.

أود، من خلالك، أن أتوجه بالشكر إلى مناضلي الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان الذين كثيرا ما يدفعون ثمنا غاليا مقابل شجاعتهم. ولا أنسى نائب رئيسكم السيد بيالياتسكي المعتقل في سجون بيلاروسيا ولا نائب أمينكم العام السيد نبيل رجب المعتقل في البحرين وكل أعضاء منظمتكم الذين هم خلف القضبان لا لشيء إلا أنهم طالبوا بالعدالة.

عشية انعقاد مؤتمركم العالمي القادم في تونس، ولا غرابة في ذلك، في مارس 2013، أود أن أؤكد من جديد، باسم الجمهورية، على الروابط الوثيقة التي تجمع بين فرنسا والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان. فأول رئيس لمنظمتكم كان فيكتور باش، أحد أبطال المقاومة الفرنسية. وأمانتكم مقرها في باريس. ونحن نكافح مع وزير الشؤون الخارجية من أجل الإفراج عن مناضلين ولا سيما أولئك المحتجزين في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومن أجل حشد القوى أمام المجازر ولا سيما في منطقة كيفو حيث النساء معرضات للخطر بصورة خاصة.

إن الجمهورية الفرنسية تذكر اليوم، عبر تكريمكم، بتعلقها الشديد باحترام حقوق الإنسان في العالم بأسره.

أقرأ المزيد