فخامة السيد عبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية
ديوان الرئاسة
قصر الاتحادية
القاهرة، جمهورية مصر العربية
٤ مارس ٢٠٢٥
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،
تحية طيبة وبعد،
نحن، مجموعة من الإعلاميين والكتّاب وقيادات المنظمات الحقوقية، نتوجه إليكم بهذا النداء ملتمسين من سيادتكم العفو عن الكاتب المصري-البريطاني علاء عبد الفتاح، الذي قضى أكثر من عشرة أعوام في السجون، ويواجه الآن عامين إضافيين من الاحتجاز، رغم وجود أسس قانونية في التشريعات المصرية دفعت عائلته إلى توقع الإفراج عنه، نظرًا للمدة التي قضاها في الحبس الاحتياطي.
والدة علاء، الدكتورة ليلى سويف، وهي أستاذة جامعية مصرية مرموقة، في عامها التاسع والستين، حين ضاقت بها السبل واستبد بها اليأس قررت الامتناع عن الطعام احتجاجاً على عدم الإفراج عن إبنها رغم انقضاء كامل فترة محكوميته. وقد تحمّلت حتى الآن أكثر من مائة وخمسين يوماً لم تذق فيها طعاماً. وقد تدهورت صحتها بشكل ملحوظ، وتم نقلها إلى إحدى مستشفيات لندن، حيث يحذر الأطباء من أنها تواجه خطراً وشيكاً بالموت مع استمرار امتناعها عن الطعام.
فخامة الرئيس،
باعتباركم رئيساً لكل المصريين، فإن لديكم وحدكم القدرة على إنهاء كل هذه المعاناة. إن منح علاء عبد الفتاح عفواً رئاسياً، طبقاً للمادة ١٥٥ من الدستور المصري، من شأنه أن يلم شمل هذه الأسرة ويعطي إشارة واضحة على الإعلاء من شأن العدالة والرأفة. في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها المنطقة، سيكون هذا العفو رسالة واضحة تعكس استجابة القيادة المصرية لصوت شعبها، وتؤكد أن القوة الحقيقية تكمن في العدل والتسامح. إن هذا النداء لم يصدر فقط عن أسرته، بل حمله أيضًا سياسيون مصريون، وائتلاف واسع من النساء المصريات، وأطياف متعددة من المجتمع الدولي — جميعهم يناشدونكم اتخاذ قرار يجسد القيم الإنسانية ويكرس سيادة القانون.
العالم يراقب، والتاريخ لن ينسى هذا العمل الإنساني. رمضان أتى، وبينما تتجمع العائلات في كافة أنحاء مصر كل مساء لتفطر معاً، ستكون إحدى الأمهات عازفة عن الإفطار، ومع كل يوم يمر تذبل قوتها، وكل أملها هو أن ترى ابنها مُطلق السراح. إن العفو الرئاسي لن يحقق العدالة فحسب، لكنه أيضاً عمل من أعمال الإنسانية. نتمنى ألا يسجل التاريخ مأساة، بل أن يسجل جمعاً للشمل: علاء محتضناً إبنه، وليلى سويف تتناول طعام الإفطار وسط الأسرة التي عانت لإنقاذها.
في هذا الشهر المبارك، يا فخامة الرئيس، اسمح لهم أن يجتمعوا حول مائدة الإفطار، كما تفعل ملايين العائلات المصرية، لأول مرة منذ سنوات طويلة.
مع كامل الاحترام والتقدير،