قابل الوفد العديد من منظمات المجتمع المدني اللبناني، وعدة ممثلين لوكالات منظمة الأمم المتحدة وشخصيات متعددة.
يتقدم الوفد بالشكر للمنظمات اللبنانية لاستقبالها الأخوي مشدداّ على نجاعة هذا الاستقبال.
يعرب الوفد عن سروره لإعلان وقف إطلاق النار واحترامه لكنه يجد من المؤسف ضرورة مرور أكثر من شهر حتى وقف القتال، كما يبدي الوفد قلقه من العودة المحتملة للقتال.
التمس أعضاء الوفد في المقام الأول الهبة العظيمة لتضامن المجتمع اللبناني بغض النظر عن الانتماء الطائفي. في حين اضطر حوالي مليون شخص، أي قرابة ربع سكان لبنان، للنزوح عن بيوتهم، استطاع المجتمع المدني اللبناني تقديم المساعدة والعون اللازمين للاجئين حتى قبل وصول المساعدات الدولية.
التمس كذلك أعضاء الوفد مدى الدمار الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي: تدمير الجسور (دمر حوالي 75 جسراً وفقاً للمصادر الحكومية)، محطات الكهرباء والمراكز الصناعية بما فيها الصناعات الزراعية الغذائية، قصف بيوت المدنيين والتي أدت لتدمير قرى بأكملها، أو عدة أحياء في بيروت، التلوث البيئي في البحر والبر، إلخ.
سقط أكثر من 1300 قتيل جرّاء الأعمال العسكرية، مع التشديد على أن هذه المحصلة سوف تستمر بالارتفاع مع استمرار عمليات تنظيف الأنقاض.
بالإضافة إلى ذلك، تم التبليغ عن قصف عدة سيارات شحن مدنية ومركبات صحية.
مذكرين بأن العدوان على السكان المدنيين والتدمير المتعمد للبنى التحتية المدنية تشكل، بالنسبة لجميع أطراف هذا النزاع، خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، فإنه بتقدير منظماتنا من الضروري تشكيل لجنة تحقيق دولية لفحص الحقائق وتحديد من يتحمل المسؤولية. يجب معاقبة مرتكبي الخروقات الفاضحة للقانون الدولي الإنساني وتعويض ضحايا هذه الأفعال.
أخيراً، فمن الجدير أن نحيي إرادة المجتمع المدني اللبناني تطبيق الوسائل اللازمة لتقصي الحقائق حالاً. تدعو منظماتنا لدعم هذه المبادرة والمشاركة فيها.
يجب على المجتمع الدولي إيجاد الوسائل اللازمة لإعادة إعمار لبنان.
فهذا يتجاوز التضامن المؤكد كونه واجب تجاه الشعب اللبناني الذي خضع لأكثر من شهر لخرق حقوقه الأساسية.
إن منظماتنا على يقين بأن الحوار بين المجتمعات المدنية في هذه المنطقة من العالم يبقى أحد الشروط الأساسية للسلام الذي تطمح له شعوب الشرق الأوسط.