سوريا: الفدرالية الدولية تهيب بجميع أطراف النزاع احترام القانون الدولي الإنساني

24/09/2014
البيانات الصحفية
ar en fa

إن الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف داعش – في سياق هجوم داعش على كوباني – قد أدت إلى مقتل 15 مدنياً. وفي حين ارتكبت داعش انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع في سوريا، فإن حماية المدنيين لابد أن تكون في صدارة أولويات التحالف الدولي. تدعو الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني.

في 23 سبتمبر/أيلول أكدت الإدارة الأمريكية تنفيذ 14 غارة جوية ضد أهداف الحركة المعروفة بمسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" بدعم من عدة دول عربية. [1] تناقلت منظمات حقوقية سورية وقوع انفجارات كبيرة في الرقة وحلب (بما في ذلك محافظة إدلب) والحسكة. طبقاً لمنظمات مجتمع مدني سورية، [2] فقد قُتل 15 شخصاً على الأقل أغلبهم من المدنيين، وبينهم 4 أطفال في ريف إدلب، قرية كفردريان نتيجة للغارات الجوية.

وقال كريم لاهيجي رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك هذا الصباح: "ارتكب مقاتلو داعش أبشع الجرائم الممكنة ضد المدنيين، في سوريا والعراق، وهي الجماعة التي يتضح من مسلكها دائماً استهتارها التام بالحياة الإنسانية. وعلى الرغم من ذلك، فليس من المقبول لتحالف تشكل لمكافحة الإرهاب أن يتحمل مسؤولية قتل مدنيين. مثل هذه الحوادث لن تؤدي إلا لمزيد من الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، من قبل أطراف النزاع. إن رد فعل المجتمع الدولي على النزاع في سوريا والعراق يجب أن تنزع أولوياته باتجاه حماية المدنيين".

تذكّر الفدرالية الدولية بأنه في 15 أغسطس/آب 2014 اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2170 [3] والذي أعاد التأكيد على أن على الدول ضمان أن تُتخذ أية تدابير ترمي لمكافحة الإرهاب بما يتوائم مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني. [4]
منذ 14 سبتمبر/أيلول حدث تصعيد كبير في القتال بين داعش والقوات المسلحة الكردية السورية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في ريف كوباني، والمعروفة أيضاً بعين العرب. ورغم صعوبة مراقبة الوضع على الأرض، تلقت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان معلومات موثوقة حول الخسائر في صفوف المدنيين جراء القصف، وكذا الهجمات التي استهدفت المدنيين من قبل مقاتلي داعش. [5] كما تناقلت التقارير وقوع هجمات بالمدفعية الثقيلة على القرى وإحراق البيوت في عدد من القرى.

وبلدة كوباني محاصرة من قبل جماعات مسلحة غير تابعة للدولة، منها داعش، منذ أكثر من عام، وواجه سكان كوباني ظروف معيشية قاسية نتيجة للحصار. اشتملت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان على وقائع اختطاف لمدنيين من قبل داعش، وهي الأنباء التي تكرر ترددها بشكل منتظم في المنطقة.

وأضاف كريم لاهيجي: "مصير المدنيين في أي مكان بسوريا لا يحتمل، والقتال العنيف الدائر إثر هجوم داعش على كوباني مثير للقلق بشدة".

هناك 130 ألف مدني على الأقل، بالأساس من الأكراد الذين يعدون أغلبية في هذه المنطقة بسوريا، فروا من ديارهم وبلغوا الحدود السورية التركية، بعد أن سيطرت داعش على أكثر من 60 قرية قرب مدينة كوباني. إذا تأكد هذا الأمر، فسوف تعد هذه واحدة من كبرى وقائع النزوح منذ عام 2011 في المنطقة. إن اللاجئين في حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية، في حين أنهم وبحسب المعلومات الموثوقة، فهم يعتمدون بالأساس على المساعدات المحلية المتوفرة.
تهيب الفدرالية الدولية بالمجتمع الدولي أن يحمي اللاجئين السوريين ويوفر لهم ظروف الحياة اللائقة.

أقرأ المزيد