كيف تصفين مشاركة النساء في الحركات الاحتجاجية في البحرين؟
إننا نشهد حاليا مظاهرتين في المنامة: المظاهرة الأولى تجري في ميدان اللؤلؤة وتشارك فيها أغلبية شيعية. أما المظاهرة الثانية فتضم أغلبية سنية لها مطالبها الخاصة بها. والنساء تشاركن في كلتا المظاهرتين.
لكن السؤال المطروح هو ما هو دور المرأة؟ ففي ميدان اللؤلؤة مثلا تشارك الآلاف من النساء في الاحتجاج لكنهن على هامش المظاهرة. إذ عندما تصلن إلى الميدان يطلب منهن البقاء في مكان محدد أو التجمع في الخلف. وهذا ما كان يجري في كل المظاهرات التي نظمت في البحرين منذ 2001. ولهذا السبب فأنا أرفض، بصفة شخصية، المشاركة في المظاهرات. أنا لا أوافق على تهميش النساء.
في الميدان، الشباب ليس هم من يؤطر المظاهرات بل الشيوخ هم الذين يتكفلون بهذا الدور.
ما رأيك في الصورة التي تعطيها وسائل الإعلام عن النساء في الحركة الاحتجاجية؟
عرضت وسائل الإعلام صورا لنساء يشاركن في المظاهرات أو الاعتصامات. لكن لا أحد يتحدث عن النساء كنساء. أغلبية الأشخاص الذين أجرت معهم القنوات التلفزيونية مقابلات مثل قناة الجزيرة هم من الرجال. لا أحد يعتقد أن النساء لهن دور مهم ولا ينظر إليهن كعنصر محرك في الاحتجاجات.
أثناء المظاهرات، هل تم رفع شعارات خاصة بحقوق المرأة؟
المطالب السياسية والاجتماعية للمتظاهرين لا تشمل حقوق المرأة. فقضية المرأة غائبة تماما. لا أحد يطالب بالمساواة في الحقوق المدنية بين الرجل والمرأة ولا حتى النساء نفسهن.
ينبغي أن نتذكر أنه منذ بضع سنوات عندما طالبت حركة نسائية في البحرين بتطبيق قانون أحكام الأسرة (الذي كان من المفروض أن يحمي حقوق المرأة التي تضمنها الاتفاقيات الدولية)، نظمت مظاهرة مضادة شاركت فيها آلاف النساء كن يعارضن هذا القانون. ونرى اليوم في المظاهرات التي تشهدها ساحة اللؤلؤة أغلبية هذه النساء اللاتي كن يعارضن قانون أحكام الأسرة.
قدم اتحاد النساء عددا من المطالب من بينها مشاركة النساء في المفاوضات بين الحكومة والشعب. موقف الاتحاد هو أن تكون قضية المرأة ومطالبها ذات أولوية في أي إصلاحات يتم إجراؤها.
كيف ترين الأحداث الأخرى الجارية في المنطقة؟ حسب رأيك، ما هي الانعكاسات المحتملة على حقوق المرأة؟
حتى في مصر وتونس لم تكن مطالب واحتياجات النساء تشكل أولوية أثناء المظاهرات، لكن الفرق هو أنه في تونس ومصر هناك حركات نسائية قوية يمكنها العمل على تعزيز حقوق المرأة. أثناء المرحلة الانتقالية ينبغي أن يكون للنساء دور. ويجب أن تشكل احتياجات النساء والمساواة أولوية بالنسبة لكل الحكومات والحكومات المنبثقة من الثورات في المنطقة.
حركة الدفاع عن حقوق المرأة في البحرين ما زالت ضعيفة للغاية، ولا سيما في كل ما يخص مسائل المساواة. هنا، الثورة تختلف عن تلك التي حدثت في مصر أو تونس، حيث انتفض الشعب بكامله. ففي البحرين المجتمع منقسم وللأسف: فهناك قسم من المجتمع يدعو إلى إصلاحات جذرية بينما لا يرغب القسم الآخر في إسقاط النظام السياسي ولا الحكومة، ولو أنه يطالب بتغييرات سياسية.
أخشى من نشوب حرب أهلية. أتمنى ألا نصل إلى هذا الحد، لكن الوضع هنا خطير للغاية والانقسام بين الشيعة والسنة يتعمق أكثر فأكثر.
مقابلة أجرتها شاونا كارول - الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان