العنف ليس الحل الوحيد

08/01/2009
البيانات الصحفية

العنف ليس الحل الوحيد
مقالة نشرت في جربيدة "لي موند" بتاريخ 31-12-2008
ميشيل توبيانا- رئيس شرفي للرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان
باترك بادون – رئيس شرفي للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان

مئات القتلى, جرحى يملئون المستشفيات في غزه, كلمات فكلمات تعوم على أمواج الإعلام والصور.
إذا كانت تلعن أو تزعج أو تبرر أو تدين أو تطالب بالانتقام أو المنطق فكل هذه كلمات تطير في هواء الخمود الذي يسود منذ عقود
لقد خرق العهد, هذا ما قيل, انقطاع مؤقت لحرب ساخنة، نجت غزه خلال تلك الستة أشهر بسكانها مدفونين في أنفاق تزودهم بكل ما هو ضروري للحياة والموت. العودة للحقيقة الباردة. يمكننا أن نكره حماس ورفضها القاطع لوجود إسرائيل ويمكننا بل يجب علينا رفض العنف من جميع الجوانب: العنف يستهدف المدنيين, بإختصار يمكننا أن ندين العنف المتضاعف ونبدأ أن نحدد بدقة أين تقع المسئولية أو نلعن مفاوضين المستقبل.
في الوقت نفسه, يظل العنف مستمرا بوحشية وبكل وضوح كما في الأيام الماضية التي خنقت شعب كان أصلا تحت الحصار.
ونحن مهزومين بالعار لأنه لا شئ مما حدث ليس من الممكن توقعه، ولأننا نعلم ما هو العلاج المطلوب لمقاومة المرض الذي يحطم هذه المنطقة من العالم والذي يفجر تعاطفا جارفا باقي أنحاء العالم.فهل تملك منا التردد وانعدم المنطق السليم حتى سمحنا للأمور أن تستمر هكذا؟
لقد أعربنا في الإتحاد الأوروبي’ عن دعمنا للسلطات الإسرائيلية من خلال إعطائهم وضع مفضل, ومن أجل أن نريح ضمائرنا سوف ندفع بضعة ملايين يوروه للفلسطينيين لإعادة بناء ما دمره المحتل ونقوم بإتثمارات أخرى بلا نهاية دون أي نتائج كما لو كان السلام أو الحرب يعتمدان على المال وذلك لنخفي ضعفنا .
أجل لم يوجد لأي نزاع حلا بهذا الوضوح: مفاضات طابا ومبادرات جنيف بالإضافة إلى عروض السلام المقترحة من قبل جامعة الدول العربية, تقريبا كل شئ قد كتيب من قبل والخرائط ليست بحاجة إلا إلى تعديلات بسيطة, لكن أن يظل السلام فقط على الورق- هذا التوازن الوهمي- يجب أن يصحح,فالهدف الإسرائيلي لم يعد مقتصرا علي ضمان الأمن لإسرائيل.
هذا الطلب لا شك في شرعيته وهو موجود بإستمرار في أفكار الشعب الإسرائيلي وأفكار قادته, ولكن لا بوجد "سبب أمني" يبرر الإستحواذ على الأراضي الفلسطينية ومياهه ومنع تطور الضفة الغربية وغزه وأصبحت حماس مجرد عذرا مناسبا , منذ زمن طويل الخطاب الأمني يخبئ –بل يكاد يسطر- الرغبة في التوسع وإقناع الفلسطينين أن يذهبوا بعيدا,. أن قضية الوجود الدائم لإسرائيل,تتجاوز قواعد الأخلاق التي تمنع حرمان الشعوب من الوجود.
أما أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية كاملة الإستقلال وممتدة على كل من الضفة الغربية وغزه أو لن يعيش أمن إسرائيل فترة أطول من دوام قوة جيشها, الذي اتضحت قوته النسبية خلال الحرب في لبنان. هل الرجال والسيدات الذين جعلوا لهذه الدولة موقع متطور من العالم الغربي عالمون بما يحمله المستقبل؟ هل يعرفون أن كل شخصا يموت في غزه يسبب في كراهية أكثر لبقية العالم الذي يحكم عليه حسب أكاذيبها وكلامها المتناقض؟
هل يدركون أن هذه الحرب تمكن الأنظمة العربية من أن تبقي شعوبها في قبضة الدكتاتورية وتقوض جميع التطورات الديموقراطية؟ لا جدوى في النواح والجدوى أقل في تحويل المحاربين إلى متطرفين وانتحاريين كل هذا ونحن بأيدينا طرق حل هذا النزاع.

الإتحاد الأوروبي يطبق اتفاقيات الماضي ويجب أن يغير سياسته ويوقف معاملة إسرائيل كشريك مفضل. هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل الحكومة الإسرائيلية تفهم أنها مثل الدول الأخرى: لهل حقوق ولكن عليها أيضا مسئوليات.
وآنذاك فقط ربما يجد المجتمع الدولي الموارد السياسية لضمان تطبيق حق الجميع للمعيشة في سلام في إطار حدود معترف بها وآمنة, و هذا الحق للفلسطينيين أيضا.
.

عرض مباشر : http://www.lemonde.fr/opinions/arti...
أقرأ المزيد