جرائم الغزو الروسي تتواصل في أوكرانيا.. وجهود مبذولة لتوثيقها

  • صاحبة نوبل للسلام تكشف تفاصيل جهود توثيق جرائم الحرب في أوكرانيا
  • أولكساندرا ماتفيتشوك: فلاديمير بوتين لا يريد السلام
  • أولكساندرا ماتفيتشوك: لقد ربحت روسيا عندما أفسدت اتفاق الحبوب، لأن سعر الحبوب أصبح أعلى

تواصل روسيا ارتكاب جرائم الحرب في المدن الأوكرانية، وكان آخرها ما حدث في أوديسا، حيث أوقع قصف روسي منذ أيام قتلى وجرحى، كما دمّر كاتدرائية أرثوذكسية كانت مدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في مركز المدينة التاريخي.

واعتبرت أوكرانيا في تعليق رسمي أن تدمير الكاتدرائية جريمة حرب، وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية: ”دمرت كاتدرائية التجلي الواقعة في الوسط التاريخي لأوديسا، الخاضعة لحماية اليونسكو، جريمة حرب لن تنسى ولن تغفر“.

كما دانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ”بشدة“ ضربات روسية نفذت على وسط مدينة أوديسا المصنّف ضمن التراث العالمي منذ مطلع العام.

الضرر الذي لحق بأوديسا لم تقف حدوده عند أوكرانيا فقط، بل امتدت آثاره للعالم أجمع، إذ أعلن وزير الزراعة الأوكراني يوم الأربعاء الموافق 19 يوليو أن 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة في ميناء تشورنومورسك الأوكراني قرب أوديسا قد أتلفت جراء الضربات الروسية.

”بهذه الطرق نوثّق جرائم الغزو الروسي“.. صاحبة نوبل للسلام لـ ”أخبار الآن“

وقال ميكولا سولسكي في بيان نشر على موقع وزارته: ”سيلزم الأمر سنة على الأقل لاصلاح البنى التحتية المتضررة بشكل كامل. في ميناء تشورنومورسك أتلفت 60 ألف طن من الحبوب كان يفترض ان تُرسل عبر ممر الحبوب قبل 60 يومًا“.

وأضاف أن ”البنية التحتية للحبوب للتجار والناقلين الدوليين والأوكرانيين كانت الأكثر تضررًا“ مشيرًا إلى أن ”الأمن الغذائي العالمي في خطر مرة أخرى“ بسبب هذه الهجمات التي استهدفت مواقع أوكرانية المرتبطة بتصدير الحبوب.

وجاء ذلك بعد أن أعلن الكرملين رفضه تمديد العمل باتفاق الحبوب الموقع في يوليو 2022 تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا، والذي كان يتيح نقل المنتجات الزراعية الأوكرانية بشكل آمن رغم النزاع والحصار من موانىء أوكرانية.

صاحبة جائزة نوبل للسلام تتحدث لأخبار الآن عن جرائم روسيا

وللحديث عن الأمر وجرائم الحرب في أوديسا، أجرت ”أخبار الآن“ مقابلة خاصة مع رئيس مركز الحريات المدنية في أوكرانيا أولكساندرا ماتفيتشوك، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي حدثتنا عن جهود توثيق جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، وأهداف روسيا من قصف ميناء أوديسا.

”بهذه الطرق نوثّق جرائم الغزو الروسي“.. صاحبة نوبل للسلام لـ ”أخبار الآن“

أولكساندرا ماتفيتشوك في حفل توزيع جوائز نوبل. مصدر الصورة: AFP

وبسؤالها عن أسوأ جرائم الحرب التي ارتكبت في أوديسا خلال الأيام القليلة الماضية، قالت أولكساندرا: ”من التكتيكات الروسية.. أن تقصف عمدًا المدنيين في المدن المسالمة في أوكرانيا، بعد الهجوم الأخير بالصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار على أوديسا، تضرر أكثر من 25 من المعالم والمباني التاريخية بشدة“.

وأضافت: ”لكن الهدف الحقيقي من هذا القصف كان الحبوب. لقد ربحت روسيا عندما أفسدت اتفاق الحبوب، لأن سعر الحبوب أصبح أعلى. وبهذا الهجوم، دمرت روسيا أيضًا الكثير من الحبوب التي كان من المفترض نقلها إلى البلدان الأخرى“.

”بهذه الطرق نوثّق جرائم الغزو الروسي“.. صاحبة نوبل للسلام لـ ”أخبار الآن“

وعن وسائل توثيق جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، قالت أولكساندرا: ”لقد قمنا ببناء شبكة أوكرانية من الموثقّين، ولدينا هدف طموح لتوثيق كل الجرائم التي ارتكبت في في أصغر قرية في كل مقاطعة في أوكرانيا”.

وأضافت: ”لقد جمعنا شهادات من الضحايا وشهود العيان على هذه الجرائم. وعندما يحدث شيء مثل هذا القصف الروسي على المركز التاريخي لأوديسا، تمكن الموثّقون المحليون لدينا من التواجد على الفور وقاموا بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم مباشرة والتحدث مع الأشخاص“.

”بهذه الطرق نوثّق جرائم الغزو الروسي“.. صاحبة نوبل للسلام لـ ”أخبار الآن“

وعند سؤالها عن سُبل إيقاف الحرب وتحقيق السلام، أجابت: ”المشكلة الأساسية هي أن بوتين لا يريد السلام. يحتاج الأوكرانيون إلى السلام أكثر من أي شخص آخر لأننا نموت ونعاني“.

وتابعت: ” لكن السلام لن يتحقق عندما يتوقف البلد المعتدي عن القتال وهو يفرض سيطرته على بعض المدن. لن يكون هذا سلامًا، بل سيكون احتلالًا. والاحتلال يعني التعذيب والعنف الجنسي والترحيل القسري وطمس الهوية والمقابر الجماعية، الاحتلال أمر مروع“.

واختتمت أولكسندرا تصريحاتها قائلة: ”لهذا السبب لا يمكننا التوقف عن القتال. علينا تحرير شعبنا. لا يمكننا ترك هذا الشعب بمفرده للتعذيب والموت تحت الاحتلال الروسي“.

من هي أولكساندرا ماتفيتشوك؟

تترأس أولكساندرا ماتفيتشوك المركز الأوكراني للحريات المدنية الذي تأسس في 2007 ومقره كييف، وهدفه ترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية والتضامن في أوكرانيا ومنطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وعلاوة على حصولها على جائزة نوبل للسلام تكريما لجهودها في توثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والترويج لدور المجتمع المدني في تحقيق السلام والديمقراطية، حسب ما قالت في حينه رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت ريس، فهي حائزة أيضا على جائزة المدافع عن الديمقراطية في 2016 من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE. وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2022 حلّت الأولى في تصنيف الصحيفة البريطانية فاينانشال تايمز Financial Times للنساء الأكثر تأثيرا بالعالم.

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، حازت أولكساندرا ماتفيتشوك على جائزة هيلاري رودهام كلينتون Hillary Rodham Clinton Award التي تمنح سنويا لكل من يساهم في تعزيز حقوق المرأة. كما حصلت في 2022 على جائزة رايت لايفليهود Right Livelihood Award لجهودها في مجال حقوق الإنسان.

وإلى جانب نشرها بشكل دوري لتقارير حول انتهاكات القوات الروسية لحقوق الإنسان في أوكرانيا، على منصات التواصل الاجتماعي، فهي تشارك في العديد من المؤتمرات الدولية مثل دافوس، وتحاضر عن حق بلادها في الحصول على أسلحة للتصدي للغزو الروسي وتحرير المناطق المحتلة.