ما دام نشطاء حقوق المرأة السعوديين خلف القضبان، يجب على الرياضيين المتسابقين في رالي داكار إظهار دعمهم

(باريس، بيروت) - بعد مرور عام واحد على انطلاق النسخة الأولى من رالي دكار في المملكة العربية السعودية، يعرب كل من، الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمنظمات الأعضاء في المملكة العربية السعودية، القسط لحقوق الإنسان، وفي الخليج مركز الخليج لحقوق الإنسان، وفي فرنسا الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان مجدداً عن قلقهم لرؤية هذا الحدث الرياضي السنوي يتم تنظيمه مرة أخرى، في نفس المكان، على الرغم من استمرار تدهور سجل حقوق الإنسان في المملكة.

نددت أليس موغوي رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان قائلةً، "نظراً لتقاعس شركاء الحكومة السعودية، لا تزال المدافعات عن حقوق المرأة لجين الهذلول، نسيمة السادة، سمر بدوي، نوف عبد العزيز، مياء الزهراني، والمدافع محمد البجادي خلف القضبان منذ عام 2018. وقد تعرض بعضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي وغيره من أشكال سوء المعاملة دون الحق في الحصول على تعويض منصف. ومع ذلك، كان هؤلاء النشطاء في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق الإنسان في بلادهم، بدءاً من حق المرأة في القيادة".

أشاد ديفيد كاستيرا مدير رالي داكار العام الماضي بتوجه السلطات السعودية نحو "الانفتاح" في البلاد ورأى في السباق فرصة لدعم حق المرأة في القيادة. ومع ذلك، كجزءٍ من هذا الانفتاح المزعوم، وبينما سُمح للمرأة بالقيادة منذ يونيو/حزيران 2018، يظل الأشخاص الذين ناضلوا من أجل الدفاع عن هذا الحق يقبعون في السجن.

بعد مرور عام تسارعت وتيرة القمع الذي قادته السلطات السعودية ضد الدفاع عن حقوق الإنسان. تتم محاكمة النساء اللواتي شاركن في حملة:
#WomensRight2Drive. هذا هو الحال مع لجين الهذلول، الحائزة على جائزة الحرية لعام 2020 لمنتدى نورماندي العالمي للسلام، والتي تم احتجازها منذ مايو/أيار 2018، حيث كانت بداية حملة القمع ضد المدافعات عن حقوق الإنسان السعوديات. تم تحويل قضيتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى محكمة تنظر في قضايا الإرهاب. من المعروف أن هذه المحكمة الجزائية المتخصصة تنتهك معايير المحاكمة العادلة. واجهت لجين الهذلول عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً بسبب "الاتصال بمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش" و "التقدم لوظيفة في الأمم المتحدة" و "إرسال معلومات" حول حالة حقوق الإنسان إلى آليات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة من بين أسباب أخرى.

بعد تأجيل محاكمتها عدة مرات واحتجازها لمدة 958 يوماً رهن الحبس الاحتياطي، حُكم على لجين أمس بالسجن لمدة خمس سنوات وثمانية أشهر. علقت المحكمة عامين و10 أشهر من عقوبتها، واحتسبت الوقت الذي قضته في السجن بالفعل، مما يعني أنه من المحتمل الإفراج عن لجين في فبراير/شباط 2021. ومع ذلك، تظل تواجه ثلاث سنوات من المراقبة وحظر السفر لمدة خمس سنوات.

في هذا السياق، يجب ألا يتحول رالي داكار إلى ساحة للتحايل والخداع تعنى فحسب بمواجهة الكثبان الرملية وليس الظلم. تتعارض قيم الرياضة مع قيم الدولة التي تعذب الناشطات أو تقتل صحفياتها. يجب على المتنافسين اغتنام هذه الفرصة ليصبحوا أبطال حقوق الإنسان. هذا هو معنى حملة:
#StandWithSaudiHeroes.

إن منظماتنا هي من بين 15 منظمة غير حكومية أوصت في رسالة مشتركة بأنه يجب على المشاركين والمشاركات والمنظمين والرعاة ومحطات البث الرسمية للرالي، حث السلطات السعودية على إسقاط جميع التهم الموجهة ضد المدافعات عن حقوق الإنسان السعوديات والإفراج الفوري عن المحتجزات. يجب على سائقي الرالي - رجالاً ونساءً - التحدث والضغط على السلطات السعودية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. تطلب حملتنا من المتسابقين والمتعاطفين مع قضية المدافعين السعوديين عن حقوق الإنسان استخدام هاشتاج #StandWithSaudiHeroes وارتداء شارة باللون الوردي كعلامة للتضامن.

أقرأ المزيد