ووفقًا للأمم المتحدة، تشكل الهجمات العشوائية، من قِبَل كافة الأطراف، السبب الأساسي وراء معظم الوفيات في صفوف المدنيين العزل، فضلا عن جعل الأمر مستحيلا، في بعض المناطق، لأن تتمكن الوكالات الإنسانية من الوصول إلى من هم في حاجة ماسة إلى الإغاثة.
وقال ديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الدولية للإنقاذ، أحد أعضاء تحالف #مع_سوريا، "إننا بحاجة إلى قادة العالم هذا الأسبوع أن يتفقوا على الكيفية التي ستمكنهم من الوفاء بوعد فبراير، والعمل معا لوضع حد للهجمات على المدنيين، وضمان أن يتمكن الناس من الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها". وأضاف بأنه "يجب على العالم ألا يدير ظهره عن المواطنين في سوريا، الذين يتعرضون للهجوم العشوائي والمباشر على حد سواء، ولمدة دامت أكثر من ثلاث سنوات"
في فبراير الماضي من هذا العام، قام مجلس الأمن الدولي بالتصويت مجمعًا على انهاء الهجمات العشوائية في سوريا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين إليها. وبعد مضي ستة أشهر، عمت الفوضى سوريا على نحوٍ لم يحدث من قبل. إذ أن هناك أكثر من 1500 جماعة مسلحة تنشط في شتى أنحاء سوريا الآن، بالإضافة إلى امتداد القتال في شمال العراق. بينما شهدت مدينة حلب وحدها، منذ شهر فبراير، أكثر من 650 ضربة شديدة التأثير.
وقالت د. رولا حلام، من منظمة (Hand in Hand)، وهي منظمة طبية خيرية تعمل في أكثر المناطق تضررا داخل سوريا، أن "من حق العالم أن يشعر بالرعب إزاء التطورات الأخيرة في العراق وسوريا، ولكن الاستراتيجية العسكرية وحدها لن تحد من الضائقة اليومية التي يمر بها ملايين السوريين الذين يعانون كل يوم من ألم وفقدان وخوف، لا يتخيله عقل. لقد رأيت بعيني الدمار الذي الحقه القصف بالمدارس والمستشفيات التي لجأت إليها العائلات. الأمر مروع، وغير أخلاقي، ويجب أن يتوقف."
ووفقا إلى السيدة نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قبل انتهاء ولايتها هذا الشهر، أن "من يرتكبون أعمال القتل والتدمير والتعذيب في سوريا، زادهم الشلل الدولي قوة وجرأة"، وهذا ما تسبب جزئيا فيما آل إليه هذا الوضع المروع.
وقد أطلق التحالف، الذي يضم منظمات من 27 دولة حول العالم، عريضة تطالب الزعماء بتحديد الخطوات الدبلوماسية التي سوف يتخذونها لإنهاء تلك الهجمات العشوائية، كما وعد مجلس الأمن في فبراير الماضي، بالإضافة إلى تذكير الزعماء بأنه وعلى الرغم من عدم وجود نهاية منظورة للنزاع، فإنه بالإمكان إنقاذ حياة الكثيرين الآن. كما نشر التحالف فيديو على موقع يوتيوب لجذب قاعدة جماهيرية أوسع للحملة، وقد شاهده بالفعل ما يقرب من 400,000 مشاهد منذ إطلاقه الأسبوع الماضي.
وقال كريم لاهيجي، رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، "إن طوفان الهجمات العشوائية أو القصف العمدي للمدنيين يصيب جيلا بأكمله. وإذا لم يسعى القادة المجتمعين في نيويورك هذا الاسبوع إلى وقف سفك الدماء وحماية المدنيين من الأذى، سوف نحصد عقود طويلة من المعاناة والمزيد من الاضطرابات. إن العمل على حماية المدنيين في سوريا هو ببساطة الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، ولكن دعونا أيضا نتعلم من أخطاء الماضي، بأن نعمل على معالجة الأسباب العميقة لعدم الاستقرار في المنطقة – وليس النتيجة المفاجئة الأكثر رعبا فقط."
لقد طالب قرار مجلس الأمن رقم 2139، كل الأطراف بالوفاء بالتزاماتها الأساسية وفق القانون الدولي، ولكنه لم يلق حتى الآن سوى التجاهل التام. ولقي القرار ترحيبًا كبيرًا بوصفه اختراقًا دبلوماسيًا، ولكنه لم يسفر عن تغيير كافٍ للشعب السوري، الذي يدفع ثمن عدم التحرك كل يوم. ولذلك، يطالب تحالف #مع_سوريا، زعماء العالم، وهم يولون الأزمة السياسية الأوسع اهتمامهم، أن يتمسكوا أيضًا بالوعد الذي قطعه مجلس الأمن في فبراير لحماية المدنيين.
واختتم ميليباند بأن "ليس باختيارهم أن يكونوا محاصرين في النزاع، فالرجال والنساء والأطفال يموتون كل يوم، وكوننا وكالات إنسانية، علينا أن نساعدهم، ولكن هناك أشخاص لا يمكننا الوصول إليهم بسبب الهجمات المستمرة من قبل جميع الأطراف، والتي عرضت موظفينا أيضا للخطر".